مقالات وآراء

كامل الوزير بين سجل الإنجازات ونيران الشائعات لماذا الآن؟ ومن المستفيد؟

جريدة الصوت

بقلم – احمد شتيه

باحث فى الشأن الاستراتيجي والامن القومى

في توقيت يثير الكثير من علامات الاستفهام، يتعرض الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، لحملة ممنهجة تتجاوز حدود النقد البنّاء، إلى محاولات لتشويه صورة أحد أبرز رموز الإدارة والتنفيذ في مصر خلال العقد الأخير.
حملة تطال شخصه، قراراته، وحتى توجهات وزارته، في وقتٍ تُسابق فيه الدولة الزمن لاستكمال مشروعات قومية كبرى، يتصدرها ملف النقل واللوجستيات.

فهل ما يحدث مجرد صدفة؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ ولماذا يُستهدف الوزير الآن تحديدًا؟ ومن يقف خلف هذه الحملة التي تتسع رقعتها على مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام؟

الفريق مهندس كامل عبد الهادي الوزير هو أحد أبناء المؤسسة العسكرية الذين لمع اسمهم في مجال الإدارة الهندسية والمشروعات القومية الكبرى ، تخرّج من الكلية الفنية العسكرية، وشارك في مشروعات شديدة الأهمية داخل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حتى تولّى رئاستها، ليصبح بعدها وزيرًا للنقل في مارس 2019 خلفًا للدكتور هشام عرفات.

منذ توليه وزارة النقل، تبنى الفريق كامل الوزير فلسفة الأداء الميداني والرقابة اللحظية، حيث حرص على النزول اليومي إلى مواقع العمل، وواجه بعزيمة مشكلات مزمنة مثل تهالك السكك الحديدية، وتضارب المصالح في شركات النقل، وغياب الانضباط في قطاعات حيوية.
وقام الوزير بتحديث أكثر من 1500 كم من خطوط السكك الحديدية، إطلاق مشروعات القطار الكهربائي السريع والمونوريل والقطار الكهربائي الخفيف LRT.
تطوير منظومة النقل البحري والموانئ لتصبح مصر مركزًا لوجستيًا عالميًا ، إدخال جرارات أمريكية حديثة للسكك الحديدية وتدريب العناصر البشرية ، التحول الرقمي في إدارة الشبكات والخدمات داخل هيئة النقل.

ورغم توليه رسميًا وزارة النقل، إلا أن الفريق كامل الوزير كان من أبرز المساهمين في إعادة رسم خريطة الصناعة المرتبطة بالنقل الثقيل، عبر: توطين صناعات عربات القطارات والمترو والجرارات بالتعاون مع شركاء أجانب ، تدشين مجمع “نيريك” لصناعة عربات السكك الحديدية في شرق بورسعيد ، دعم وتوسيع دور الهيئة الاقتصادية لقناة السويس كمركز صناعي لوجستي.

من يتتبع سياق الأحداث يدرك أن الحملة ضد الفريق كامل الوزير جاءت في توقيت بالغ الحساسية:استعدادات الدولة لإطلاق المرحلة الثانية من مشروع القطار السريع ، تحركات كبيرة لإعادة هيكلة شركات النقل والبنية التحتية ، اقتراب الانتخابات البرلمانية وإعادة التموضع السياسي لبعض الأطراف.

ومن هنا، تبدو الحملة محاولة لإرباك المشهد، أو لعرقلة مسار إصلاحي قد يتضرر منه أصحاب المصالح القديمة، سواء من داخل بعض الكيانات المرتبطة بالنقل أو من رجال أعمال فقدوا امتيازاتهم مع إحكام الرقابة والحوكمة.

قد يختلف البعض مع أسلوب الفريق كامل الوزير، لكنه لا يختلف أحد على أنه رجل دولة من طراز نادر، لا يعرف المجاملة في الحق، ولا يتأخر عن الميدان، ولا يبحث عن صخب إعلامي بقدر ما يسعى إلى إنجاز ملموس.
الحملة عليه لن تنجح في حجب شمس ما تحقق، وربما تكون هذه الهجمة أفضل دليل على أنه يسير في الطريق الصحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock