
بقلم -شيماء محمود امين
في السنوات الأخيرة، أصبح تطبيق “تيك توك” جزءًا من حياة كثير من الشباب في مصر والعالم العربي. منصة بدأت بهدف الترفيه والمشاركة، لكن تحولت إلى ساحة شهرة سريعة وأموال طائلة، ومع الوقت أصبحت مساحة مفتوحة للمحتوى الخارج عن القيم والعادات. وبدأنا نسمع بشكل متكرر عن توقيفات وتحقيقات ومشاكل قانونية تطال عددًا من مشاهير التيك توك، وكل ذلك بسبب فيديوهات لا تتجاوز الدقائق لكنها تثير الجدل وتخالف الذوق العام.
اللافت أن عددًا من هؤلاء يسعون إلى جذب الأنظار بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك على حساب الأخلاق أو القانون. السبب في ذلك يرجع غالبًا إلى الرغبة في الانتشار السريع، أو جني الأرباح، أو ركوب “الترند”، دون إدراك لحجم التأثير الذي يتركه هذا المحتوى على المتابعين، خصوصًا من فئة المراهقين.
في المقابل، هناك حالة من الرفض الشعبي بدأت تظهر بشكل واضح. كثير من الناس أصبحوا يعترضون على هذا النوع من المحتوى، وبدأت دعوات المقاطعة والإبلاغ تتصاعد. البعض يرى أن الأمر خرج عن السيطرة، والبعض الآخر يؤكد أن المسؤولية لا تقع فقط على صناع المحتوى، بل أيضًا على الجمهور الذي يدعمهم ويتابعهم رغم التجاوزات.
من المهم هنا أن نُفرّق بين حرية التعبير وبين نشر السلوكيات المسيئة تحت شعار “أنا حر”. التيك توك مثل أي منصة أخرى، يمكن استخدامه في تقديم محتوى مفيد ومحترم، ويمكن أيضًا استغلاله لنشر الفوضى والإسفاف، والفيصل في ذلك هو وعي المستخدم.
الحل ليس في المنع فقط، وإنما في التوعية. يجب أن يكون هناك دور للأسرة، والمدرسة، والإعلام، وحتى التشريعات، للحد من الانفلات الرقمي، وتوجيه الشباب لاستخدام المنصات بشكل سليم. المجتمع أيضًا يحتاج إلى تعزيز ثقافة “المحتوى الراقي”، ودعم من يقدم شيئًا نافعًا يستحق المشاهدة.
في النهاية، الشهرة ليست كل شيء، ولا تُقاس بعدد المتابعين أو عدد الإعجابات. القيمة الحقيقية لأي شخص تظهر في ما يقدمه للناس، وفي الأثر الذي يتركه في نفوسهم. ومهما كان التيك توك أو غيره من المنصات جذابًا، فسيبقى الوعي هو الحصن الأول في مواجهة أي محتوى لا يليق.