عربي وعالمي

 بغداد تحت الضغوط السياسية.. ماذا يحدث على الحدود السورية العراقية؟

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

أفادت وسائل الاعلام ، فى بغداد، مساء اليوم السبت، بأن قوات تنتمي إلى فصائل عراقية تراجعت من مواقع لها في سوريا مع اشتداد المواجهات بين قوات الجيش السوري والفصائل المسلحة.

 ونقل الاعلام عن مصدر أمني ، قوله إن قوات تابعة لفصائل عراقية عبرت الحدود إلى داخل البلاد قادمة من مواقعها في الجانب السوري.

وأضاف «هذه المناطق التي تركتها الفصائل العراقية، هي البوكمال، دير الزور، والبادية، بعدما انسحب منها الجيش السوري يوم أمس باتجاه دمشق، مما دفع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للسيطرة عليها». 

ويأتي هذا مع لجوء قوات من الجيش السوري إلى الحدود العراقية، مساء اليوم السبت. 

وقال رئيس بلدية مدينة القائم العراقية الحدودية لرويترز إن نحو ألفي جندي سوري عبروا الحدود إلى العراق وطلبوا اللجوء. وأضاف أن بعض الجنود يتلقون العلاج من إصابات لحقت بهم.

 

تعاون عراقي مع «قسد» 

ولفت الاعلام إلى أن «قوات قسد تمتلك تعاونًا كبيرًا مع الجيش العراقي، وتحديدًا في نقاط مشتركة على الحدود شمال غربي نينوى. هذه النقاط المشتركة بين الجيش العراقي وقوات سوريا الديمقراطية لا تفصل بينها سوى عدة أمتار». 

وأضاف «حينما تحركت قوات قسد يوم أمس باتجاه المناطق المحاذية لمعبر القائم من غرب العراق على الحدود السورية-العراقية، أكد مصدر أمني للغد أن القوات التي عبرت من سوريا إلى العراق ليست قوات عسكرية سورية، بل هي فصائل عراقية مسلحة كانت تحتفظ بوجودها في هذه المناطق، والتي تعرضت لضربات عدة من الطيران الأميركي في السابق». 

ولفت إلى أن «هذه الفصائل تعمل بمعزل عن الحكومة العراقية، ولا تمتلك تمثيلًا سياسيًا. ومع ذلك، كانت تحافظ على تواجدها في هذه المناطق التي تشهد تهديدًا لتنظيم داعش». 

وأشار إلى أنه «في الوقت الحالي، لم تصل بعد أي بيانات رسمية لتأكيد أو نفي هذه المعلومات، ولكن وفقًا للمصادر، فإن فصائل عراقية عبرت من سوريا إلى العراق».

 

تأهب عراقي 

وقالت وزارة الدفاع العراقية في وقت لاحق إنه تم إعادة انتشار بعض من قواتها على الحدود العراقية-السورية، مساء السبت، مع تسارع الأحداث. 

وأكدت القيادات الأمنية العسكرية أن الحدود مؤمنة بشكل كامل باستخدام كاميرات حرارية، ومدافع ذكية، ومدرعات، وطائرات مسيرة وطيران حربي عراقي، التي تحوم فوق هذه المناطق. 

وعلى مستوى آخر، فهناك مواقف أخرى تدعم تدخلا أكبر في الأزمة السورية، إذ أكد رئيس هيئة الحشد الشعبي، التابع لرئاسة الوزراء، أن ما يحصل في سوريا ليس شأنًا داخليًا، بل يتعلق بجماعات إرهابية تهدد الأمن القومي العراقي. كما أشار إلى ضرورة أن تتحرك بغداد وأن لا تنتظر تهديدات مباشرة. 

من جانب آخر، تحدث هادي العامري، أمين عام منظمة بدر وأحد القيادات السياسية البارزة في العراق، عن ضرورة تحرك الحكومة لمواجهة التحديات القادمة من سوريا. 

ورغم هذه التصريحات، لا تزال الحكومة العراقية على موقفها الرافض للتدخل الرسمي في الأراضي السورية وتواجه ضغوطًا من مختلف الأطراف. 

في المقابل، حصلت الحكومة العراقية على بعض الضمانات من واشنطن عبر قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تساعد في تأمين الحدود من خطر تنظيم داعش، ولكن واشنطن طلبت من بغداد عدم السماح لعبور الفصائل العراقية إلى سوريا. 

ويبقى التحدي قائمًا أمام الحكومة العراقية، خاصةً أن الحدود طويلة جدًا، حيث تمتد لأكثر من 600 كيلومتر بين العراق وسوريا. 

وقال وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، مساء اليوم السبت، إن الأوضاع في سوريا تشهد تسارعا بالأحداث وتغييرات سريعة «ونحن نراقب ونتحسب لما يجري». 

وقال الشمري في مقابلة مع محطة تلفزيون أي نيوز المحلية إن «جميع قواتنا في حالة تأهب واستعداد على طول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا البالغ 620 كيلومترا».

 

انسحاب القادة العسكريين 

في السياق ذاته، بدأت إيران بسحب عدد من قادتها العسكريين من سوريا، بينما واصلت قوات الفصائل المسلحة تحقيق تقدم مذهل من الشمال باتجاه العاصمة دمشق، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلا عن مسؤول عراقي ودبلوماسي إقليمي. 

وتشير عمليات الإجلاء إلى قلق إيران المتزايد من عدم قدرة الرئيس السوري بشار الأسد على الصمود أمام الهجوم.  

وبدأت إيران يوم الجمعة بإجلاء قادة كبار من الحرس الثوري الإيراني بعد أن استولت الفصائل السورية على مدينة حماة يوم الخميس. كما تجري عمليات إجلاء لموظفي السفارة غير الأساسيين وعائلات الدبلوماسيين من دمشق، بحسب المسؤول العراقي. 

وأفاد المسؤول العراقي بأن إيران أصدرت أوامر الإجلاء لموظفيها «خشية أن يصبحوا محاصرين بعد انهيار الأوضاع في سوريا».  

ولا تزال السفارة الإيرانية في دمشق تعمل، وفقًا للمسؤول العراقي. وذكر الدبلوماسي الإقليمي أن معظم العناصر العسكرية الذين غادروا سوريا فعلوا ذلك جوًا عبر مطار دمشق، بينما تم إجلاء بعض الأفراد برًا إلى الأراضي العراقية، بحسب المسؤول.

 

تقدم مفاجئ 

كان الهجوم العسكري الذي شنته الفصائل المسلحة في سوريا منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني قد صدم دول المنطقة، وأثار المخاوف من موجة جديدة من عدم الاستقرار، فيما قالت قطر، اليوم السبت، إن الحرب الأهلية تهدد وحدة أراضي سوريا. 

وحققت الفصائل تقدما سريعا بعد السيطرة على مدينة حلب ثم توجهت بعدها لانتزاع حماة وحمص، ما اضطر الجيش السوري للعمل على عدة جبهات. 

اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 على شكل انتفاضة اجتذبت قوى خارجية كبرى وأتاحت المجال لجماعات إرهابية للتخطيط لهجمات في أنحاء العالم وأدت إلى نزوح ملايين اللاجئين السوريين إلى دول مجاورة. 

ويقول مسؤولون غربيون إن الجيش السوري في وضع صعب إذ لم يتمكن من وقف مكاسب الفصائل المسلحة واضطر إلى التقهقر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock