
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
يتطلع لبنان إلى «أفضل علاقات الجوار» مع سوريا بعد أن فتحت الإطاحة ببشار الأسد الطريق أمام حقبة جديدة في العلاقات المتوترة في كثير من الأحيان بين الجارتين، بحسب رويترز.
وذكرت وزارة الخارجية اللبنانية على منصة إكس، اليوم الخميس، أن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب نقل الرسالة، وهي الأولى إلى الإدارة الجديدة في دمشق، إلى نظيره السوري أسعد حسن الشيباني خلال اتصال هاتفي.
ارتكاب جرائم حرب
والإثنين الماضي، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إن لبنان سيتعاون مع طلب الشرطة الدولية (الإنتربول) للقبض على مدير المخابرات الجوية السورية اللواء جميل حسن الذي تتهمه السلطات الأميركية بارتكاب جرائم حرب في عهد نظام بشار الأسد المخلوع.
وقالت ثلاثة مصادر قضائية لبنانية لرويترز إن لبنان تلقى الأسبوع الماضي برقية رسمية من الإنتربول تحث سلطاته على القبض على حسن إذا كان موجودا على الأراضي اللبنانية أو إذا دخلها وتسليمه إلى الولايات المتحدة. ولا يزال مكان وجود حسن غير معروف.
وقال ميقاتي لرويترز: «نحن ملتزمون بالتعاون مع كتاب الإنتربول المتعلق بتوقيف مدير المخابرات الجوية السورية، كما هو التعاون باستمرار في كل المسائل المتعلقة بالنظام الدولي».
العلاقات السورية اللبنانية
وشهدت العلاقات بين دمشق وبيروت توترا في كثير من الأحيان منذ حصولهما على الاستقلال أربعينيات القرن العشرين.
ولعب حزب الله دورا كبيرا في دعم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على مدار سنوات الحرب في سوريا لمحاربة المعارضة التي أطاحت بالأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول وأعلنت تنصيب إدارة جديدة في دمشق.
وقبل ذلك، سيطرت سوريا بقيادة عائلة الأسد على لبنان لمدة 15 عاما بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، وتحكمت فعليا في السياسة اللبنانية حتى عام 2005، وهو ما عارضه العديد من اللبنانيين، لكن آخرين أيدوا دور سوريا.
وأدى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في بيروت عام 2005 إلى اندلاع احتجاجات واسعة في لبنان وضغوط غربية أجبرت سوريا على الانسحاب من جارتها.
وأشار تحقيق دولي أولي إلى تورط شخصيات سورية ولبنانية مهمة في عملية الاغتيال.
ونفت سوريا تورطها، فيما قال نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام إن الأسد هدد الحريري قبل شهور من اغتياله، وهو الاتهام الذي نفاه الأسد.
وبعد 15 عاما، أدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة ثلاثة أعضاء من حزب الله غيابيا بالضلوع في الاغتيال، وينفي حزب الله أي دور له.