دين ومجتمع

الأعمال المشروعة يوم العيد

جريدة الصوت

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين أحق من شكر وأولى من حمد،

وأكرم من تفضل وأرحم من قُصد، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا،

أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فاتقوه وراقبوه،

وتوبوا إليه ولا تعصوه، ثم أما بعد إن من الأعمال المشروعة يوم العيد هي الأضحية،

وهي قربان عظيم نتقرب به إلى الله تعالي حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “

ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله من هراقة الدم،

وإنه لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها،

وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض،

فطيبوا بها نفسا ” والأضحية سنة مؤكدة وهذا ما قاله الجمهور وهو مذهب الشافعي ومالك وأحمد في المشهور عنهما،

وقال بعضهم بوجوبها، وهذا ما قاله الأوزاعي والليث وأبو حنيفة وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد.

وقال به شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو أحد القولين في مذهب مالك،

وإستدل أصحاب هذا القول بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من وجد سعة فلم يضحي،

فلا يقربن مصلانا” رواه أحمد، وكما أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها لأن ذلك عمل النبي المصطفي صلى الله عليه سلم والمسلمين معه،

ولأن الذبح من شعائر الله تعالى، حيث قال الله تعالى ” لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم “

ولكن هل يجوز الإشتراك في الأضحية؟ وكم عدد المسلمين الذين يشتركون في الأضحية؟

والجواب أنه يجوز الإشتراك في الأضحية إذا كانت من الإبل أو البقر،

أما الشاة فلا يجوز الإشتراك فيها، ويجوز أن يشترك سبعة أشخاص في واحدة من البقر أو الإبل،

ولا يجوز إشتراك إثنين في سُبع واحد.

فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال “نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية البدنة عن سبعة،

والبقرة عن سبعة” رواه مسلم، ويشترط في المضحى به أن يكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم،

وأن يبلغ السن الذي حدده الشرع وهو نصف سنة للضأن، وسنة للماعز، وسنتان للبقر، وخمس سنوات للإبل،

فعن جابر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تذبحوا إلا مسنة، إلا أن يعسر عليكم،

فتذبحوا جذعة من الضأن” رواه مسلم وأحمد، وكما أن تسلم من العيوب المانعة من الإجزاء وهي أربعة، بيّنها الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم حيث قال ” لا يجوز من الضحايا العوراء البيّن عورها، والعرجاء البيّن عرجها، والمريضة البيّن مرضها، والعجفاء التي لا تنقي” وفي رواية أخري ” والكسيرة التي لا تنقي”

و”الهزيلة” أي لا مخ فيها لضعفها وهزلها، وكذلك التي بمعناها أو أشد مثل العمياء، ومقطوعة اليد أو الرجل، فإنها بمعناها أو أشد، والعقيقة لها الشروط نفسها أيضا، وكما أن تكون الأضحية في الوقت المحدد وهو بعد صلاة يوم عيد النحر، حيث قال الله تعالى ” فصلي لربك وإنحر ” إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، فمن فضل الله تعالي علينا أيها المسلمون أن مدّ أيام الذبح ثلاثة أيام بعد يوم العيد، فاللهم طهر مجتمعات المسلمين من جميع المنكرات، اللهم سلم الحجاج والمعتمرين، وتقبل منهم طاعتهم يارب العالمين، اللهم أعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين، مأجورين غير مأزورين يا أرحم الراحمين، اللهم تقبل من الصائمين صيامهم، ومن المضحين ضحاياهم، واجعل ذلك ذخرا لهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار برحمتك يا عزيز يا غفار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock