
متابعة : ماهر بدر
أثبت تقرير موقع «بلومبرغ» بوضوح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تعد مؤسسة رقابية مستقلة، بل تحولت عمليًا إلى أداة تجسسية تخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران. إن اعتراف بلومبرغ بالتعاون العملي بين الوكالة والولايات المتحدة والكيان الصهيوني يؤكد مجددًا أحقية إيران في عدم الثقة بهذه الوكالة المنحرفة عن مسارها القانوني.
إن استغلال المؤسسات الدولية ذات الصفة القانونية والرقابية في أعمال التجسس والضغط السياسي يشكل خطرًا مباشرًا على النظام الدولي ويؤدي عمليًا إلى تفكك أسس النظام العالمي وشرعية المؤسسات الدولية. وما يحدث اليوم، تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة والكيان الصهيوني أولًا، وكذلك المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، الذي كشفت الوثائق العبرية عن كونه أداة وجاسوسًا يعمل لصالح الموساد منذ سنوات، مما يجعل الثقة بأي تقارير أو مواقف تصدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمرًا فاقدًا للقيمة القانونية والأخلاقية.
إن إيران، التي التزمت على الدوام بأحكام الاتفاقيات والقوانين الدولية، لن تكون مسؤولة عن انهيار الثقة بهذه المؤسسات، بل المسؤولية الكاملة تقع على أولئك الذين حولوا هذه المؤسسات إلى أدوات ابتزاز وتصفية حسابات سياسية، مما يهدد السلم والاستقرار والأمن الدوليين.