
متابعة – نيفين صلاح
هل تخيلت يومًا ما الذي يحدث في أعماق البحار؟ الإنسان العادي لا يستطيع أن يغوص أكثر من عشرات الأمتار، ومع التطور التكنولوجي وصل المحترفون إلى أعماق تصل إلى 100 متر. لكن بعد 200 متر، يبدأ نور الشمس بالاختفاء تدريجيًا، وتتحول المياه إلى ظلمات حالكة. عند 1000 متر، لا يوجد أي ضوء على الإطلاق. حتى إنك لو مددت يدك أمام وجهك، فلن تراها.
العلم الحديث أثبت أن أعماق البحار تتكون من طبقات من الظلام، بسبب انعدام الضوء، ووجود تيارات مائية داخلية، وموج سطحي، وسحب كثيفة تحجب أشعة الشمس من الأساس. هذه التفاصيل الدقيقة لم تُعرف إلا مؤخرًا، عبر غواصات وأجهزة متطورة.
ولكن ما يُدهش حقًا، أن القرآن الكريم وصف هذه الظواهر بدقة مدهشة قبل أكثر من 1400 سنة، في قوله تعالى:
> “أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور”
[النور: 40]
في هذه الآية، نجد وصفًا علميًا دقيقًا:
“بحر لجي”: يشير إلى عمق البحر.
“موج من فوقه موج”: تعبير عن الموج الداخلي والسطحي.
“من فوقه سحاب”: يوضح حجب السحاب لأشعة الشمس.
“ظلمات بعضها فوق بعض”: وصف متسلسل لطبقات الظلام.
“إذا أخرج يده لم يكد يراها”: تأكيد علمي لغياب الضوء التام.
النبي محمد ﷺ لم يكن لديه أدوات غوص أو خرائط محيطات، ولكن كان لديه وحي من عند الله. وهذه الآية هي شاهد من شواهد الإعجاز العلمي في القرآن، الذي لا يمكن أن يصدر إلا عن خالق يعلم خفايا السماوات والأرض.
سبحان من أنزل هذا الكتاب نورًا وهدًى ورحمة للعالمين.