بقلم – محمـــد الدكـــروري
الحمد لله أنشأ الكون من عدم وعلى العرش استوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبيانا لطريق النجاة والهدى، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى، ثم اما بعد إن الزنا دين فإحذر أيها المسلم من عواقبه الوخيمة، ألا تخاف على زوجتك وبناتك وأخواتك أن يكون الوفاء من أعراضهن وأنت لا تدري ؟ إذن فاتقي الله ولا ترضى لنفسك الوقوع في أعراض إخوانك المسلمين، فالمسلم أخو المسلم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ” فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام ” متفق عليه، فها هو صلى الله عليه وسلم يقول للمسلمين.
“إن أعراضكم حرام عليكم فلا تنتهكوها، ألا لا تبع جنة عرضها السموات والأرض بنعيمها ولذاتها ومتاعها الباقي، لتشتري نار جهنم بسبب شهوة ونزوة لا تزيد عن ثوان معدودة، ثم تندم ندما عظيما لا تطيقه ولا تستطيع تحمله، وعليك بأمر الله تعالى، وبوصية رسوله صلى الله عليه وسلم للشباب، فهي وصية نافعة جامعة لمن خاف الله تعالي وجعل بينه وبين عذاب الله عز وجل وقاية، فإليك الأمر والوصية حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة النور ” وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتي يغنيهم الله من فضله ” فالله يأمر عباده الذين لا قدرة لهم على النكاح أو الزواج بالإستعفاف، ولا يكون ذلك إلا بطاعة الله تعالى، والإبتعاد عن معصيته وعليهم بكثرة الصلاة والصيام وحضور حلقات الذكر والدروس العلمية وإستماعها في البيوت، وقراءة القرآن الكريم ومراجعته.
والبعد كل البعد عما يثير مكامن الغريزة والشهوة عند الإنسان، كمشاهدة المسلسلات والأفلام والمواقع المحرمة في الإنترنت، والحذر من الذهاب للأسواق وأماكن تجمع النساء، فبذلك يستعفف العبد ويبتعد عما يحرك شهوته، ويحفظ فرجه ودينه، وما قيل في حق الرجل والشاب يقال في حق المرأة والشابة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة، أي القدرة، فليتزوج، فإن أغض للبصر واحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء، أي وقاية من الحرام ” متفق عليه، هذا وأذكر كل مسلم ومسلمة يريد التخلص من المعاصي للأبد، ويريد كراهة الذنب، بآية في كتاب الله تعالى فيها دعاء عظيم يغفل عنها الكثير من المسلمين، ألا وهي قول الله تعالى كما جاء في سورة الحجرات.
” واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ” فاللهم حبب إلي الإيمان وزينه في قلبي، وكره إلي الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين، اللهم كره إلي الزنا، واجعله أبغض شيء إلى قلبي ونفسي، اللهم كره إلي الحرام، اللهم حبب إلي طاعتك وأهل طاعتك، وكره إلي معصيتك وأهل معصيتك، اللهم اغفر ذنبي، وطهر قلبي وحصن فرجي، فواظبوا وداوموا على هذا الدعاء وأمثاله ففيه خير كثير لمن دعاء به، فهو مجرب ونافع بإذن الله تعالى، وإياك أن تدعو به من باب التجربة، بل من باب التوكل والإعتصام بالله وأنه سوف يجيب دعاءك، فهو سبحانه قريب يجيب دعاء من دعاه، ولا يرد يدي عبده صفرا إذا رفعهما إليه.
فهو أرحم الراحمين ومجيب دعوة المضطرين وقابل التائبين، فاللهم جنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم احفظ فروجنا واستر علينا في الدنيا والقبر وفي الآخرة يارب العالمين.