يُصادف التاسع من أغسطس/آب اليوم العالمي للشعوب الأصلية، في وقت يعيش فيه أكثر من 476 مليون شخص حول العالم واقعًا معقدًا من التهميش الثقافي والاجتماعي والسياسي. ورغم أنهم يشكلون أقل من 6% من سكان العالم، فإنهم يمثلون نحو 15% من أفقر السكان عالميًا، ويواجهون تحديات متراكمة تتعلق بفقدان الأراضي، والتمييز، وطمس الهويات.
المناسبة التي أقرّتها الأمم المتحدة عام 1994 تعود جذورها إلى أول اجتماع للأمم المتحدة المعني بالشعوب الأصلية في جنيف عام 1982، وتهدف سنويًا لتسليط الضوء على قضاياهم، من التعليم والصحة إلى الحق في تقرير المصير والحفاظ على اللغات.
ويحمل شعار عام 2025 عنوانًا لافتًا: “الشعوب الأصلية والذكاء الاصطناعي”، في إشارة إلى الفرص والمخاطر التي تحملها التقنية الحديثة. إذ تحذّر المنظمات الدولية من أن تجاهل إشراك هذه الشعوب في تطوير الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تهميش إضافي، لا سيما مع استخدام بياناتهم دون موافقة أو بناء مراكز بيانات على أراضيهم.
تقول منظمة العفو الدولية إن السكان الأصليين ما زالوا من بين أكثر الفئات عرضة للفقر والتشريد والتمييز، فيما تؤكد منظمة الفاو أنهم يديرون قرابة 28% من سطح الأرض، ما يجعلهم شركاء بيئيين لا غنى عنهم.
رغم التقدم في بعض الدول بإدماج حقوق الشعوب الأصلية في الدساتير، لا تزال الهوة واسعة بين النصوص والتطبيق، ما يجعل هذا اليوم مناسبة لتجديد الالتزام الدولي بحماية هذه الشعوب، وضمان مشاركتها في صناعة مستقبل أكثر عدلاً وشمولًا.