– إعداد: أشرف ماهر ضلع
اللوز، هذه الحبات الصغيرة التي تحمل في قلبها كنزًا غذائيًا، لم تعد مجرد وجبة خفيفة نتناولها بين الوجبات، بل صارت – بفضل الدراسات الحديثة – سلاحًا ذهبيًا لدعم صحة الأمعاء، وحارسًا وفيًّا للقلب.
وبحسب صحيفة تليغراف البريطانية، تؤكد اختصاصية التغذية إميلي هولت أن اللوز “مكسرات صغيرة ذات قيمة غذائية عالية”، قادرة على إبطاء استجابة سكر الدم، وتحقيق توازن صحي بفضل ما تحتويه من دهون مفيدة، وألياف، وبروتين.
45 حبة لوز… الرقم الذهبي
كشفت دراسة جديدة أن تناول 45 حبة لوز يوميًا – أي أكثر من 100 غرام – يمكن أن يُحدث فارقًا حقيقيًا في صحة الأمعاء والقلب، خاصة لمن يعانون من مشكلات أيضية كالسمنة وارتفاع ضغط الدم. لكن الخبراء يؤكدون أن حفنة صغيرة – حوالي 30 غرامًا – كافية لمعظم الأشخاص لجني الفوائد.
الفوائد باختصار، ولكن بعمق:
دهون صديقة للقلب: اللوز غني بالدهون الأحادية غير المشبعة التي تخفض الكوليسترول الضار، مثلما تفعل الزيوت الصحية كزيت الزيتون.
ألياف تحب أمعاءك: 20 حبة لوز تمنحك 4 غرامات من الألياف التي تغذي بكتيريا الأمعاء النافعة وتدعم الهضم والمناعة.
مضاد أكسدة قوي: فيتامين E الموجود في اللوز يحمي الجلد والعينين ويعزز مناعة الجسم.
توازن السكر في الدم: بفضل المغنيسيوم والبروتين، اللوز يساعد على استقرار مستويات الجلوكوز، خصوصًا لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
تنويع المكسرات… حكمة غذائية
ورغم تفوق اللوز في الألياف، يتقدم الجوز في أحماض أوميغا-3 الداعمة للدماغ والقلب، بينما يبرع الكاجو في توفير الحديد المقوي للمناعة. أما الفول السوداني فينافس بقوة في البروتين.
متى يتحول اللوز من صديق إلى خطر؟
بالنسبة لمرضى حساسية المكسرات، قد يصبح اللوز تهديدًا حقيقيًا، لذا يُنصح باللجوء إلى بدائل مثل بذور الشيا أو زيت الزيتون كمصدر لفيتامين E. كما أن الإفراط في تناوله، نظرًا لسعراته العالية (200 سعرة في الحصة)، قد يعرقل جهود التحكم في الوزن.
الخلاصة:
حفنة من اللوز يوميًا ليست رفاهية غذائية، بل استثمار صغير في بنك الصحة. فحين تضعها في يدك، تذكّر أن هذه الحبات تحمل في صمت أسرار القلب النابض والأمعاء السليمة، وأن الاعتدال في الكمية هو مفتاح الفائدة.
